مليح قناديل محبة
نيسان ـ نشر في 2015/06/27 الساعة 00:00
المكان : مليح
الزمان : ستينيات القرن المنصرم
الحالة : بقالتان
الاولى : تعود ملكيتها للسيد عواد حماد القبيلات ، كتب على نافذتها المصنوعة من صفيح الزينكو ، لن ننسى فلسطين ، توفي صاحبها قبل نكسة حزيران المشؤوم بأيام وحلم التحرير ينام تحت وسادته .
الثانية : يعمل بها عوض القبيلات ، كتب على نافذتها الحديدية ، لن ننسى فلسطين والقدس ، توفي صاحبها في عام السبعين الاسود وحلم التحرير يغفو بين جوانحه .
الرجلان من بني حميدة تضرب جذورهما الى جذام عرق ممهور بوفاء جدهم صليب عفرا الامير فروة بن عمروالجذامي القائل :
فلئن هلكت لتفقدن اخاكم ولئن بقيت لتعرفن مكاني
ولقد جمعت اجل ما جمع الفتى من جودة وشجاعة وبيان
وقال رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم عن جذام :" صلوات الله على بني جذام يقاتلون الكفار على رؤوس الشعب وينصرون الله ورسوله " ، وقال فيهم الشاعر :
اذا قصرت يوما اكف قبيلة عن المجد نالته اكف جذام .
هي قلوب مشرعة ابوابها وحجراتها بالحب على الوطن الاكبر من محيطه الهادر الى خليجه الثائر لا تميز بين اقطاره ولا تحابي احدا عليه ، تتنفس اوجاعه ، وتضمد جراحاته ، وتتحسس بواطن ألمه .
مليح حالة وجدانية تبحث عن الحب ، وتتعلق بالامل ، وتسكب عصارة قلبها وفكرها لينهض الوطن .
مليح كان يأوي الى بيوتها في ستينيات القرن المنصرم الجندي بشماغه الاحمر المهدب وشعاره المذهب الذي يزين الجبين ، والفدائي بكوفيته السوداء ، والاسلامي ، والشيوعي ، والبعثي ، وكانوا احيانا ينامون تحت سقف واحد ، قاسمهم المشترك حب الوطن ، ارواح مسكونة بالحب والايثار .
اكتب عن مليح لانها بتلة من بتلات هذا الوطن الكثيرة التي تشع من جذورها روح التآلف التي تجمع ولا تفرق ، وبرعما من يراعم كثيرة ممتدة في عرض البلاد وطولها تتضوع اغصانه اريجا يطمئن القلوب ويشيع في النفوس روح المحبة .
ما ازعجني وارق خاطري ما تناولته بعض الاقلام بحق جهاز عزيز على قلوبنا ، وما كان يوما الا حضنا دافئا ، يسهر فرسانه على راحتنا وامننا ، وما سجل عليه يوما الا اوسمة تزيد في صفحات مآثره ، فالامن ما هو الا اب واخ لهاتين الطفلتين ، ولا نسمح لانفسنا ان ننظر اليه نظرة المريب والمشكك . فما بيننا وبين الامن اكثر من بيان ، نقف طويلا ونحن نردد اياد له بيضاء يصعب حصرها .
حمى الله الوطن واجهزته ومؤسساته من اقلام السوء .
نيسان ـ نشر في 2015/06/27 الساعة 00:00